على ابواب العام الجديد
يمنات
صديقي.. ياصديقي..
ها نحن أمام عام يمر وآخر ياتي وبينهما حنين ودعاء ان يقيل الله عثرتنا من تعثر الأمنيات وغياب الأمل في وطن شاحب، يريدنا طريدة، ونريده قرنفلة وضؤا، فهل نقوى على ذلك ؟ هل نجد ياصديقي شيئا في القادم لنعوض ماضي من الخيبات المتتالية؟أم سنبقى في فراغ الكلمات وضجيج ياوطني؟والإدعاء بالأنتصارات لنهزم ذواتنا من نكد السياسة وقلة الحيلة ومداراة الالم؟! عام يمر وآخر يطل وفي الأفق مايشاغل الذاكرة، بعض سؤال، وشجن من بلاد كلمافيها تائه وبوار وقابل للأنكسار، كماهو قابل للأنتصار حينما تجد الذات ذاتها ويكون في الوطن متسع للجميع .ويصير الإنسان يحفل بذاته في الآخر، ويغدو العالم قابلا للإبداع بروح نقاء وتلاوين فرح ..
صديقي المرهق كما أنا: عام يرحل بما فيه منا من وجع، وأمل مهزوم، وظنون إدعاء، وانكسار حلم، ورغبة في التداوي من مرض إحباط وفساد .وبما فيه من شجن مورق بغد طال انتظاره واستطال يومه حتى صار عاما كل مافيه مجرد هواجس لهزائم تريد نصرا وتنحاز اليه دونما بصيرة وهدى ،وتتعلق حتى بالخيبة أن لا تكون خيبة، والدمعة أن لاتتحجر في المآقي، والخديعة أن تفشل في مخدعها، ليطل عام من الصبر ومناجاة القلب عل شيئ يبرق في الأفق ،ووطن ينهض من بين الرماد كا العنقاء، وتذكارت الماضي تحفز على ما يستحق الإنتماء إليه خارج منطوق لغة الأنتهازيين وتعالي بسماتهم التي تظهر لتختفي على حقد ووصولية، بذات السحنة التي تآمرت على وطن، وهي في هذا العام تمجد الدمار وتلتحق بالقافلة، تريد اعتلاءها وقد تطالها لتبقى الحياة فينا سؤالا معلقا، متى تجيء إلينا صدقا .
عام يرحل ياصديقي وآخر يجيء، وفينا الكثير من السأم على بقاء التعب جدولا يوميا يغزونا من أول يوم تشرق شمسه وحتى نأوي إلى مخادعنا ببقايا حلم وانكسار نتمنى أن يتعافى، ولاجديد سوى مساحات اللغة المريبة المشككة التي تنال من وطن يوشك أن يكون.
عام يليه عام و الخيبة ما تزال في ذات الطرقات تنال من الإنساني الذي لايحب البقاء في قائمة الإنتظار طويلا لينال حقوقه ويحوزعلى حريته.
وإذا المتبقي منا وطن يضج معاناة فينا، يخربش مانريد بتداخل الإنتهازي على الشهيد على الرفيق في لوحة أقرب إلى السريالية التي يفقه تلويناتها وفضاءاتها، من يجيدون لغة التمويه والخداع بأرقى ابتسامة، نصفها نفاق ونصفها الآخر تزلف ،فيما الوطن دخاني المعنى، يوشك على التلاشي بفعل المداهنات والتقاسم والتمازح فيما بينهم كأخوة أعداء ،وإذا أي زمن يمضي إلينا ياصديقي، وهو من كل هذا المريب فينا ،ولايتوقف لحظة عن غزارة البكاء من الداخل وخوفنا من قادم ليس كما أمنية ظلت قابعة في مستوى الحنين الذي مايزال يساور الذاكرة لتبقى على حلم وكسرة أمل.
عام يطل وآخر قد مشى ثقيلا كما أولئك الجاثمون على الحياة وقد احتكروها دهرا وما شبعوا ولا وقفوا عن ادعائاتهم الشيطانية أنهم صانعوا وطنا، فيما نحن قوى تآمرية تخون النهار وتتنكر لمنجزات تاريخية، ولولا نحن لكان الزمن ترنيمة لذات الملك العضود .
وإذا ما المتبقي فينا من عام مر بكل مافيه من شهداء، وجرحى، ومعاناة وطن، وإرهاب، وتشريد، ووجع متلاحق، وانعدام ضؤ، ونقص غذاء، وتصريحات تلغي سابقاتها، وكل له طريقة في توزيع الموزع بحسابات ساسة وأحزاب وأمور أخرى الله يعلمها .
عام يتدحرج من ذات السابق ليلتحق بركب من الإمتهانات و بشر كالغم على مؤسسات الوطن وانتشارعدوى التخلص من أنبل ما نريد، وقد أكلوا حتى تراب الأزقة، واستماتوا على أكل الحرام زمنا غير قصير فيما الوطن شاحب تاعب يقاومهم، ونحن على ذات المسافة .
عام يرحل ياصديقي فيه مافينا من مداراة ووجع. وعدوى خنازير وكوفيد وضنك وفساد راياته اكبر منا، وعملة رثة، وبرد كالح، ودعاء نظل فيه ونرجو ان يقيل الله عثرتنا من بشر لايفقهون معنى الحياة. عام جديد نتمناه حبا وخيرا كثيرا ودفن جراحات.
فهل يكون؟ إننا نبتهل الى الله ليكون.صديقي الموغل في شجنه على صفير وقت وهزيع ليل، المطل على مساحات فراغ وفتاوى تربك البشري وتستهدف الإنساني وتقهر التنوع. هذا انت تسافر الى حيث لامستقر وفيني منك مالا أقدر عليه. فهل نقوى على الصمود والتصدي. جبهة واحدة. ربما.. ربما.. لا